٣٠‏/٠٣‏/٢٠٠٧

الذكاء وثروات الأمم


يعد الذكاء ثروة قومية تؤثر على الأمم فتزيد من اقتصادها وقوتها
ولكن
هل الذكاء حكر على أمة دون غيرها؟
أو بمعنى أخر هل هو صفة وراثية كلون الجلد مثلا
على اعتبار انه صفة وراثية تتحكم فيها الجينات وحدها
فهذا يترتب عليه أن يكون هناك أمة ذكية متقدمة قوية وأخرى متخلفة ضعيفة
لا يحق لها أن تتخذ قراراتها بنفسها لذلك وجب على الشعوب الذكية أن تكون وصية عليها
وهذا هو ما روج لفكرة الاستعمار وفرض الوصاية على الشعوب
ولكن العلم اثبت أن الذكاء هو خليط من العوامل الوراثة والبيئية والاجتماعية مجتمعة سويا
لا يمكن الأخذ بعامل دون الأخر
من الجهة الوراثية وجدت عدة جينات في الجسم تؤثر على الذكاء
والعجيب أن صفة الذكاء تنتقل من الأم ولا تنتقل من الأب..........إذن ذكائك يأتي عن أمك ولا علاقة له بأبيك
وجد العلماء جين في
Mitochondrial DNA
لا يوجد في السود ويوجد في البيض فقط
وهذا الجين يرفع الذكاء وله اثر سلبي على أداء العضلات
إذ يقلل الحد الأعلى لاستهلاك الأوكسجين.
ووجد أيضا جين أخر له أثر شبيه على أيض الطاقة في المخ والعضلات
وأظهرت الأبحاث أن أمخاخ ذوى معامل الذكاء العالي تستهلك طاقة أقل من أمخاخ ذوى معامل الذكاء المنخفض
وبالتالي نجد أن الجين الذي يرفع الكفاءة في الجري يقلل من الذكاء
أما بالنسبة للعامل البيئي والاجتماعي فهما مرتبطان سويا
فالظروف المحيطة تحدد معدل الذكاء للفرد.......فكلما كان الفرد يحصل على غذاء جيد متوازن بدون نقص كلما نمى مخه بصورة جيده وكان يعمل بشكل أفضل
فنجد ذلك في مرضى الأنيميا الحادة إذ يكون رد الفعل بطيء جدا ومستوى الإدراك متدني
على العكس يكون الأطفال ذوى الظروف الاجتماعية الحسنة يتمتعون بصحة جيدة
ويكون مستوى إدراكهم مرتفع أي أن للدول الثرية معامل ذكاء أعلى لأن تغذيتهم وتعليمهم أفضل
إن للبيئة دور كبير في ذكاء الفرد لان المناخ الحار الرطب يقلل من كفاءة الإنسان
ويوفر بيئة ملائمة لتفشى الأمراض الموهنة المميتة ونجد ذلك في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية
مابين مدار السرطان والجدي. هناك عامل مهم جدا لا يمكن أن نهمله له اثر كبير على الذكاء
فالحاجة إلى استخدام العقل توفر تمرينا ذهنيا لرفع كفاءة استخدام العقل
حيث أن الإنسان في معاملاته العادية لا يتعدى استخدامه من 10 إلى 20 % من المخ
وبالتالي التمرين الذهني المستمر يرفع من هذه النسبة ويزيد من معدل الذكاء
(use it or loss it)
وخلاصة القول هنا..... أن الظروف الاقتصادية للشعوب ومتوسط دخل الفرد
هي التي تحدد متوسط معامل الذكاء للأفراد
فكلما توافرت التغذية المناسبة والتعليم الجيد وتوافرت أيضا العوامل المساعدة لتطوير المهارات والإمكانيات العقلية كلما ارتفع متوسط معامل الذكاء هذا بالإضافة إلى الشق الموروث للذكاء الذي يجعل الشعوب تطور نفسها وترفع من اقتصادها وتزيد من علومها التي هي مصدر قوتها وبالتالي الظروف المساعدة على رفع معامل الذكاء
إذا يأتي السؤال .....هل الذكاء يؤثر في الدخل القومي أم الدخل القومي هو الذي يحدد الذكاء؟؟
في مصر قدر متوسط ذكاء الأفراد 83 % وهو أقل من 90 (معدل ذكاء الفرد المتوسط بين
90 - 110
كمعامل ذكاء ، ولذلك فأن انخفاض معامل الذكاء دون الـ 80 يعتبر تخلفا عقليا) وهذا يعنى
من وجهة نظر العلم
انه مجتمع متخلف لا يصلح لإقامة مجتمع علمي ديمقراطي بينما في بحث أخر قدر متوسط ذكاء أطفال المدارس في مصر ( من 6 إلى 12 سنة) 129 % وهذا التباين يوضح انخفاضا في مستوى الذكاء مع تطور العمر وهذا نتيجة لتدنى
متوسط دخل الفرد وعدم توافر الظروف الاقتصادية و الاجتماعية والتعليم المناسب المساعد لتطوير الإمكانيات العقلية
من وجهة نظري الخاصة
لا يوجد أمة ذكية وأخرى متخلفة وإنما الفرق هنا في الظروف والإمكانيات المتاحة لتحسين الصحة وتطوير التعليم و المهارات العقلية والذهنية وعوامل بيئية أدت إلى رفع متوسط دخل الفرد
وبالتالي ارتفاع متوسط معامل الذكاء ولكن الفرق في كيفية استغلال هذه الظروف
وتسخيرها لخدمة الفرد والمجتمع
وهناك مقولة أعجبتني وهى
أن من يؤمن بمعامل الذكاء كأساس لتقييم الأفراد والشعوب هو من ذوى معامل الذكاء المنخفض

ليست هناك تعليقات: