٠١‏/٠٣‏/٢٠٠٧

الطب بين التعريب والتغريب

الطب هل هو بالإنجليزي ولا بالعربي متفرقش كتير بالنسبة لناس كتير مش كدههذا الموضوع يشغل تفكير كل من يغير على اللغة العربية ويهمه مستقبل الطب في مصر فإن عدم استعمال العربية في تدريس الطب هو تنازل عن الهوية وتشويه للعقل الوطني والقومي وإجهاض للإبداع.إن مرضانا يمرضون بالعربية ويشكون بالعربية فكيف نعالجهم ونشرح حالتهم إلا بالعربية حيث أن الإنسان لا يبدع إلا بلغته الأم وأنه لا يفهم شيء بلغة أخري إلا إذا ترجمها في عقله الترجمة المثلي.
هناك 300 مليون أو أكثر من العرب وهناك أكثر من 150 كلية للطب لا ُيدرس الطب فيها بالعربية إلا في 5 كليات، أما البقية فتدرس بخليط من الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، بينما ُيدرس الطب باللغات الوطنية في الكثير من دول العالم ومنها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا وروسيا والسويد والدانمرك وأوكرانيا، والغريب أن طلاب الطب في باكستان وأفغانستان يدرسون الطب بالأردية والمصطلحات باللغة العربية بل وحتى ألبانيا الفقيرة وفنلندا ذات اللغة الأصعب في أوروبا وغيرها من الدول الأوروبية، أضف إلى ذلك إيران وتركيا والصين وكوريا واليابان وفيتنام وإندونيسيا بل إن تنزانيا تدرس الطب بالسواحيلية، وغير هذه الدول كثير جدا، بل إن الطب يدرس في إسرائيل بالعبرية وهي لغة لا يتحدث بها إلا أقل من 10 ملايين نسمة، ومعظم أطباء إسرائيل قد درسوا بلغات غير العبرية.اللغة العربية قادرة علي استيعاب كافة العلوم والثقافات ويكفينا فخرا أنها اللغة التي اصطفاها الله سبحانه وتعالي لتكون لغة القرآن الكريم إن اللغة الأجنبية تقف عائقا أمام الطالب لفهم كافة العلوم لقد أثبتت الدراسات أن نسبة المصطلحات في كتب الطب حوالي 3.3% ، وأن سرعة القراءة لدى الطالب تزيد بنسبة 43% عند التحول إلى العربية، وتزيد نسبة الاستيعاب بنسبة 15% بل إن 75% من الطلاب يفضلون الإجابة بالعربية عند سؤالهم بالإنجليزية، وأن الطالب يوفر أكثر من 50% من وقته إن درس بالعربية.موضوع تعريب الطب من الموضوعات التي تمت مناقشتها من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO) (برنامج تعريب التعليم الجامعي ) وهناك من يؤيدون ومن يعارضون التعريب ولكل مبرراته . إن تدريس الطب بالعربية سوف يكون أكثر وضوحا لو تم الإعداد الجيد للمادة العلمية العربية أما اللغة الإنجليزية فهي اللغة العالمية للمراجع والبحوث والتعليم ولا يمكن لطبيب الاستغناء عنها. أما عن وضع تعليم الطب في الكليات المصرية لا هو إنجليزي ولا هو عربي بل هو لغة هجين متدنية بين الإنجليزية والعربية لعدم الاهتمام كثيرا بالقواعد اللغوية ويرجع هذا إلى ضعف مستوى اللغة الإنجليزية لدى الطلاب فهم نظريا ممتازين ولكن فعليا نجد اللغة دارجة لا تعتمد على القواعد اللغوية الصحيحة.لقد درس العرب والمسلمون الطب بالعربية قروناً بعد أخرى، فدرسوا الطب في كلية طب القاضي العيني (وهو ما عرف لاحقا بقصر العيني جامعة القاهرة حاليا) باللغة العربية أكثر من ستين عاما، حتى تحولوا وبضغط من المستعمر إلى الإنجليزية في عام 1887م، كما درسوا الطب بالعربية في الكلية السورية الإنجيلية (الجامعة الأمريكية في بيروت) لسنين طوال، واستمرت جامعة دمشق في تدريس الطب بالعربية لمدة قاربت الخمسة وثمانين عاماً وحتى الآن خرجت كلية طب دمشق أجيالاً من الأطباء المتميزين الذين شهد لهم العالم.وفى النهاية يتبادر إلى الذهن سؤال: لماذا إلى الآن لم يتم اتخاذ خطوات إيجابية نحو تعريب الطب؟

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

للإجابة على سؤالك: أجب على هذا السؤال

ولماذا دولة مثل مصر بها نهر من جنوبها لشمالها وشمسها ساطعة طول العام وتربتها خصبة طيبة ثم هي تستورد القمح ولا يجد شعبها رغيف الخبز ؟؟؟ !!!!

إنه الضعف والخور وعدم الاعتداد لاذات ولا بالهوية.

أعجبني كلامك عن تعلم اليهود الطب بلغتهم العبرية وأضيف أني سمعت مرة الشيخ الغزالي في التلفزيون يذكر: أن اللغة العبرية كانت ميتة من أقل من 100 سنة ثم هم أحيوها وجعلوها لغة العلم

أوافقك تماما في ضرورة دراسة كل العلوم بلغتنا العربية القوية والمتينة ... لغة كل العلوم في العصور القديمة يو أن كانت أوروبا غارقة في ظلمات الجهل